كيف تؤثر الحالة النفسية على الصحة؟

كيف تؤثر الحالة النفسية على الصحة؟

كيف تؤثر الحالة النفسية على الصحة؟ وما مدى تأثيرها؟ وما المقصود بالضغط النفسي؟ وكيف أخفف من الشعور بالألم النفسي؟ هذه جملة من الأسئلة التي تعد محور اهتمام لدى كثير من الناس؛ لذلك سنحاول من خلال هذا المقال أن نتطرق لها، إضافةً إلى بعض النقاط المهمة المتعلقة بهذا الموضوع، فتابعوا معنا.

مفهوم الحالة النفسية

الحالة النفسية شأنها شأن الحالة الجسدية؛ فكما تتأثر حالة الجسد بالعوامل الخارجية كالتلوث، والتدخين، ومخالطة أصحاب الأمراض المعدية، تأثير سلبي؛ وتتأثر بالوقاية، والاهتمام، والرعاية، والغذاء الصحي، سأثير إيجابي. 

كذاك الحالة النفسية، قد تتأثر بشكل سلبي نتيجة الحزن الشديد بعد سماع خبر وفاة صديق مقرب مثلًا، وتتأثر بشكل إيجابي نتيجة سماع خبر سعيد كقدوم مولود جديد، أو الحصول على ترقية في العمل.

إذن نستخلص مما سبق أن الفيصل الدقيق في هذا الموضوع هو مدى قدرة الفرد على التكيف مع المؤثرات المحيطة به، وبناءا على هذه القدرة ستكون الحالة النفسية.

فإن استطاع أن يتصالح مع نفسه، وينظم انفعالاته تجاه المؤثرات الخارجية؛ سيتمتع بحالة نفيسة جيدة، وذلك لأن الأمراض النفسية ما هي إلا عبارة عن صراع داخلي بين خصمين ينتج عنه اضطرابات وانفعالات تظهر فعليًا في تصرفات المريض، وردود أفعاله، فيبدو عليه الحزن الشديد بلا سبب والخوف والبؤس وفقدان الأمل.

بينما من يتصف بصحة نفسيه جيدة؛ نجده متطلع للمستقبل، لديه أحلام وطموحات، وتتميز ردود أفعاله وانفعالاته بالضبط والإحكام.

 ما المقصود بالضغط النفسي؟

هو عبارة عن مجموعة العوامل والمؤثرات والأفكار والمواقف، التي ينتج عنها حدوث انفعالات واضطرابات، تبدوا في صورة حزن والم ويأس، وذلك يحدث بسبب عدم قدرة الفرد على التكيف مع هذه العوامل، وقلة ثقته بنفسه وقدرته، واحساسه بأنه مكلف فوق طاقته.

الأمراض النفسية وأعراضها

الأمراض النفسية هي عبارة عن ردود أفعال مفرطة، يقوم بها الفرد، أو تظهر عليه؛ نتيجة عدم قدرته على التوافق مع نفسه أولًا؛ ومع البيئة الخارجية ثانيًا، وهذه الأمراض غير مرتبطة بخلل جسدي.

 هناك الكثير من الأعراض والعلامات التي تنبهنا وتخبرنا بأن هذا الشخص يعاني من مشكلة نفسية ما، وهذه الأعراض نلخصها لكم فيما يلي:

• ضعف الهمة وضعف الانتاج.

• القلق والتوتر المفرط.

• المعاناة من الوسواس الشيطاني.

• الشعور بالبؤس والكآبة.

• الإحساس بالشتات.

• الخوف من الخوض في تجربة جديدة.

• الخوف المفرط من الفشل وعدم تحقيق الهدف.

• العزلة والوهن الجسمي.

• التعامل مع من حوله بعنف شديد.

وعندما يعاني الفرد من مرض نفسي ما، فإننا نلاحظ أن هذا المرض غالبًا ما يصاحبه مرض جسدي، ومن هنا ننتقل معكم إلى الحديث عن العلاقة بين المرض النفسي وصحة الجسد.

العلاقة بين الحالة النفسية والحالة الجسدية

يمكننا وصف هذه العلاقة بأنها علاقة عكسية؛ فكلما ازداد الضغط النفسي على الشخص، كلما انخفضت وتراجعت وتدهورت حالة جسده الصحية، وكلما قل الضغط النفسي عليه، كلما كان في حالة صحية جيدة.

ولعل السبب في ذلك هو حدوث التغيرات الفسيولوجية في الجسم؛ فالمرض النفسي ما هو إلا جرس إنذار لردود الأفعال التي تصدر من الجسم، أو تظهر عليه.

ويمكننا رؤية ردود الأفعال هذه في حالة إذا اضطر الشخص لإلقاء كلمة أمام حشد كبير من الناس مثلًا، فتظهر عليه بعض التغيرات الفسيولوجية، كالتعرق، والإحساس بالتوتر، وتسارع نبضات القلب، ونجده يبتلع ريقه بصعوبة، وأنفاسه متقطعة، فكل هذه التغيرات كانت عبارة عن ردود أفعال للضغط النفسي المفاجئ الذي تعرض له الشخص.

ومما سبق يتبين لنا أن الحالة النفسية لها أثر كبير على صحة الجسد؛ كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن جهاز المناعة يتأثر بشكل كبير ويضعف تركيزه في الجسم، عندما يتعرض الفرد لأي ضغط نفسي.

كيف تؤثر الحالة النفسية على الصحة؟

وها قد وصلنا إلى السؤال الأهم والمحوري بهذا الصدد، وهو كيف تؤثر الحالة النفسية على الصحة؟ والإجابة عن هذا السؤال تنقلنا إلى نقطة أخرى، وهي عرض الدارسات السابقة:

فقد أجريت دراسات حديثة على بعض الأشخاص، نتج عنها الجزم بأن الضغط النفسي، والعصبية، والقلق، والتوتر، من أكثر الأمور التي تؤدي إلى انخفاض في مستوى صحة الجسم والإصابة بالأمراض؛ وإن كان الفرد يتبع نظامًا غذائيًا، ويمارس التمارين الرياضية، وغيرها من الأمور التي تساعد في الحفاظ على صحة الجسم.

كما أثبتت أيضًا أن القدرة على ضبط النفس، والحكم فيها، والرضا والقناعة بما قدره الله، والبحث عن أسباب السعادة؛ من العوامل التي لها كبير الأثر في الحفاظ على بنية الجسد، والوقاية من الأمراض.

ولهذا كان النبي ﷺ دائمًا ما ينصح أصحابه بعدم الغضب، ويحثهم على الرضا بالقدر، خيره وشره حلوه ومره، كما كان يعلمهم أدعية تقال وقت الهم والكرب، وأدعية تقال وقت نزول البلاء، حتى تخفف عنهم الضغط النفسي.

 الأمراض التي يسببها الضغط النفسي

هناك العديد من الأمراض الجسدية التي يعاني منها الفرد ويكون المسبب الرئيسي لها هو الضغط النفسي والحالة النفسية من هذه الأمراض ما يلي:

• تعرض الفرد للإصابة بأحد الأورام السرطانية: حيث أنه في حالة الضغط النفسي والأفعال العصبي يكون جهاز المناعة في أضعف حالاته، ولا يستطيع أن يقاوم الإصابة بالمرض.

• أمراض القلب، خاصة الإصابة بالنوبات القلبية.

• الإصابة بالأنيميا وفقر الدم؛ وذلك بسبب فقد الشهية الناتج عن الضغط النفسي.

• تضيق الشرايين.

• الآم العظام كألم الظهر والرقبة والكتفين.

• ارتفاع ضغط الدم.

• الإصابة بالصداع.

• ألم المعدة.

• ألم الأسنان.

• شحوب لون الجلد خاصة الوجه.

كيف أخفف من الشعور بالألم النفسي؟

هناك بعض الأمور التي إذا التزم بها المريض النفسي؛ ساعدته على تخفيف ما يشعر به من آلم، نتيجة الضغط النفسي، نذكرها لكم فيما يلي:

1- ممارسة التمارين الرياضية السهلة، والأنشطة الحسية.

2- التمرن على التنفس بطريقة صحيحة.

3- أخذ خطوة في العلاج النفسي مع طبيب جيد.

4- محاولة تشتيت الانتباه لأشياء أخرى.

5- عدم إجهاد النفس في التفكير.

6- بعضهم يقول أنه يمكن علاج الألم بالنوم، فأنصحك أيضًا أن تجرب هذه الطريقة.

7- الحرص على التواجد دائمًا العائلة والأصدقاء، وأن يكون بينكما تواصل أكبر.

8- محاولة الاِسترخاء وتفريغ الذهن مما يزعجه، وإجاد حلول مناسبة لكل مشكلة.

9- التصالح مع النفس، ومحاولات تقبل الأمور كما هي عليه.

وبهذا الحديث نكون قد وصلنا معكم إلى ختام جولتنا حول موضوع من أهم المواضيع المتداولة، والذي كان بعنوان: كيف تؤثر الحالة النفسية على الصحة؟ نشكركم على حسن متابعتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نقترح لكم: كيف اعرف ان الجوال مخترق